يعد مشروع قناة إسطنبول الجديدة من أكبر المشاريع وأضخمها للدولة التركية، الذي سيحقق العديد من المكاسب الاقتصادية والتجارية للبلد يجعلها من أقوى الدول على الصعيد الاقتصادي، وهنا في تروست بروبرتي تركيا، سنطلعكم على تفاصيل هذا المشروع ومواصفاته وأسباب إنشائه وكذلك الفوائد الاستثمارية والاقتصادية الناتجة عنه.
أهم المعلومات عن قناة إسطنبول الجديدة
إن مشروع وفكرة شق طريق مائية وعمل قناة إسطنبول من أجل ربط أجزاء المدينة الكبيرة ببعضها يعتبر بحد ذاته ثورة في مجال الإنشاءات والتعمير والاقتصاد والعمل والسياحة فهو مشروع شملت فوائده كافة نواحي الحياة في تركيا، وهنا سنقدم أهم المعلومات والتفاصيل المتعلقة بهذا المشروع
الإعلان عن مشروع قناة إسطنبول
فكرة مشروع القناة ليست جديدة إنما سبق وطرحت لأول مرة في القرن السادس عشر وعلى مر التاريخ تم اقتراحها أكثر من 7 مرات، حتى تم الإعلان عنها في 2011من قبل الرئيس التركي بعد دراسات كثيرة وأبحاث بخصوص هذا المشروع، وقد لاقت رفضاً أيضاً في هذه المرة من البعض بسبب مخاوفهم المتعلقة بالنظام البيئي لمدينة إسطنبول، إلا أن الحكومة التركية مضت باتجاه تنفيذ هذا المشروع وطرحته مجدداً في رؤيتها لتركيا عام 2023و عام 2053 وأعطت صورة واضحة عن المكاسب الجيدة والفوائد التي ستجنيها تركيا من هذا المشروع، فمن المعروف ان المعابر المائية تدر مدخول قومي كبير جداً.
سبب إنشاء قناة إسطنبول المائية
في الفترة الأخيرة ازدادت حركة الملاحة في مضيق البوسفور وبالأخص السفن ذات الحجم الكبير التي تنقل المواد الخطرة على البيئة والبترول أيضاً والتي تشكل تهديداً للمضيق والحياة المائية فيه، فجاءت هذه الفكرة من أجل تخفيف الضغط الكبير على مضيق البوسفور وإتاحة العبور السريع للسفن مقابل دفع مقدار مالي معين، الأمر الذي يضخ مليارات الدولارات بالخزينة التركية.
ويختلف إنشاء القناة الجديدة عن مضيق البوسفور بأنه سيتم إنشاؤها على أراض غير مأهولة، الأمر الذي يجعل بناء البنية التحتية عل أطراف القناة أسهل بكثير كأنشاء المناطق التجارية والسياحية وبعكس البوسفور الذي يحتوي على مناطق قديمة لا بد من تجديدها.
مواصفات قناة مشروع إسطنبول
يقع المشروع في الجزء الغربي من مدينة إسطنبول، سيتم شق القناة من بحيرة كوتشوك شكمجه ومن ثم ستمر بحدود منطقة باشاك شهير أما الجزء الأكبر من القناة فسيكون في منطقة أرناؤوط كوي
وتقوم فكرة المشروع على إنشاء قناة مائية تربط البحر الأسود مع بحر مرمرة، من أجل توفير حركة السفن الدولية بشكل أكبر في البحر الأسود، والقناة عبارة عن ممر مائي يصل طوله إلى 45-50 كم أي بحدود 28-31 ميل وعلى عمق 25 متر أما عرض القناة المائية فسيكون 150 متر على السطح و120 متر في قاع القناة وبهذه الأبعاد تستطيع أكبر السفن والغواصات المرور عبرها، وهناك 6 جسور من أجل ربط القناة براً مع أطراف القسم الأوربي لمدينة إسطنبول
موعد انتهاء إنشاء قناة إسطنبول وتكلفتها
من المتوقع ان يتم الانتهاء من أعمال شق القناة المائية وانطلاقها للعمل في عام 2027، أما عن تكلفة هذا المشروع فقد بلغت القيمة الإجمالية له 25 مليار دولار، تم تخصيص 10 مليار دولار منها من أجل بناء المناطق والبنى التحتية على جانبي القناة، و15 مليار دولار هي تكلفة شق القناة وإنشائها.
الإنشاءات التابعة للقناة المائية
- بحسب المخطط التركي سيتم إنشاء مدينتين متكاملتي الخدمات على جانبي القناة المائية، هذه المدن على طول مسار القناة ومبينة وفق التطور والحداثة في مجال العمران والتكنولوجيا ويصل ارتفاع الأبنية من 3 إلى 5 طوابق بالإضافة للمجمعات التي تشمل المنازل والمحلات التجارية والحدائق والمدن المائية
- ستبلغ مساحة الأراضي التي سيتم بناء المجمعات السكنية والمحلات التجارية عليها 39 مليون متر مربع ضمن منطقة أرناؤوط كوي.
- سيتم بناء مركز وميناء لوجستي ضخم عند مدخل القناة من جهة البحر الأسود بمساحة تصل إلى 2 مليون متر مربع وسيرتبط بميناء إسطنبول الرئيسي الموجود على ساحل بيليك دوزو.
- سيتم إنشاء مركز تكنولوجي ضخم في منطقة تايا كادن بمساحة 2,2 مليون متر مربع
- سيتم بناء 8 جسور على طول القناة المائية والعديد من المدن المائية
- سيتم إنشاء 3 جزر صناعية من أنقاض القناة وواحدة منها ستخصص كدار للأوبرا.
الأهمية الاقتصادية لقناة إسطنبول
سيعمل مشروع القناة المائية على تعزيز مكانة تركيا في مجال المعابر المائية وسيسهم في تحويل مدينة إسطنبول لمركز تجارة عالمي وذلك بسبب الموقع الاستراتيجي للقناة فهي تربط بحر مرمرة بالبحر الأسود في القسم الأوربي في مدينة إسطنبول وتسمح بالمرور من خلال بحر مرمرة الذي يحوي على عدد كبير من الموانئ والسكك الحديدية بالإضافة للمناطق الصناعية.
رغم التكلفة العالية لمشروع القناة إلا أنها ليست بالشيء الكثير مقارنة بالأرباح الكبيرة التي سوف تدرّها، فمن المتوقع أن تجلب القناة أرباحاً تصل إلى 8 مليار دولار سنوياً، من خلال مرور السفن التجارية وأيضاً من خلال بناء المنشآت على أطراف القناة، ومن خلال هذه الأرباح سيتم تغطية تكلفة المشروع.
أهم فوائد مشروع قناة إسطنبول المائية
- كما سبق وذكرنا فإن المشروع سيخفف الضغط على مضيق البوسفور الذي يعد من أكثر المضائق ازدحاماً على مستوى العالم.
- إن إنشاء القناة سيؤدي إلى تخفيف الأضرار الناجمة عن الناقلات والسفن التي تنقل المواد الخطرة والملوثة للبيئة.
- سيتم إزالة الأبنية العشوائية من على جانبي القناة وإنشاء مباني ومنشآت ومناطق استثمارية وسياحية عوضاً عنها، بمستوى عالمي من حيث الجودة والتقييم
- سيسهم افتتاح القناة بتقليل الازدحام والتلوث والضوضاء الموجودة بمضيق البوسفور
- هناك استغلال جيد للقناة في الأنشطة السياحية والرياضات المائية وذلك بسبب موقع القناة ضمن المنطقة التاريخية لمدينة إسطنبول
- يعتبر المشروع تنفيذ لرؤية الحكومة التركية لعام 2023 وعام 2053 التي تضع تركيا ضمن أقوى عشر دول في الاقتصاد على مستوى العالم.
تأثير قناة إسطنبول على المجال العقاري
شملت أهمية القناة وفوائدها العديدة القطاع العقاري في تركيا، حيث أن العقارات التي سيتم بناؤها بالقرب من القناة المائية ستكون فرصة استثمارية عالية جداً، وذلك لأن المنطقة ستحظى باهتمام كبير من الحكومة التركية، وستوفر مشاريع جديدة لمن يرغب بالاستثمار وشراء الأراضي أو شراء شقق من أجل بيعها في إسطنبول وستتميز العقارات المحيطة بالقناة بما يلي:
-
قريبة من طريق مائي يربط مطار إسطنبول بمركز المدينة، مما يعني سرعة الوصول واختصار الطرقات
- قريبة من 3 جزر اصطناعية سيتم إنشاؤها من أنقاض القناة وواحدة منها ستخصص كدار للأوبرا
- قريبة من مطار إسطنبول وبالتالي ارتفاع ثمنها
- الإطلالات الرائعة التي ستملكها المباني في المنطقة
- الحركة التجارية الكبيرة التي ستشهدها المنطقة وانعكاسها على أسعار العقارات
- الحركة السياحية وإقبالهم عليها مما يعني فنادق ومطاعم ومولات جديدة واستثمار جيد لكافة المرافق الموجودة بالمنطقة
هل تشمل اتفاقيه مونترو قناة إسطنبول
تنص اتفاقية مونترو التي تم عقدها عام 1936 على تعهد تركيا بتنظيم حركة مرور السفن الحربية والتجارية، وكم الفترة التي ستبقى فيها ضمن البحر الأسود وتحدد تركيا عدد السفن التي يمكنها المرور، وكذلك أنواع هذه السفن، ووزن الحمولة المسموح بها للعبور وذلك من أجل الحفاظ على البيئة بوجود سفن نقل البترول وازدحامها
وتشمل هذه الاتفاقية سفن دول: اوكرانيا، روسيا، جورجيا، بلغاريا، رومانيا
أما بالنسبة لمشروع قناة إسطنبول الجديدة، فلا تنص الاتفاقية إلا على مضيق البوسفور ولا يتعلق أي شي منها بالقناة وبالتالي فإن القناة ستؤمن حركة مرور للسفن بأعداد أكبر وشروط أخف بسبب عدم الرجوع لاتفاقية مونترو.
وبهذا نكون قد وصلنا لختام مقالنا عن قناة إسطنبول الجدية استعرضنا خلاله أهم التفاصيل المتعلقة بالقناة وأهميتها وفوائدها، نأمل في تروست بروبرتي تركيا أن نكون قد وفقنا بتقديم المعلومات المرجوة.